اليابان تواجه أزمة تأمين الشحن لواردات الغاز الروسية.. ما هي سبل الحل؟
وكالة "رويترز" تتحدّث عن التحديات، التي ستواجهها اليابان في استيرادها الغاز الروسي، بعد إيقاف شركات يابانية التأمينَ للسفن في المياه الروسية، وتطرح الخيارات المتاحة.
ذكرت وكالة "رويترز" أنّ اليابان، أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، تواجه أحدث تحدياتها في تأمين إمدادات الغاز الحيوية من روسيا، وذلك بعد أن أعلنت شركات إعادة التأمين اليابانية أنّها ستوقف تقديم التأمين على أضرار السفن الناجمة عن الحرب في المياه الروسية.
وذكرت مصادر صناعية للوكالة أنّه من دون ما يُسمّى "تأمين الحرب" للسفن، قد تُضطر شركات الشحن إلى وقف العمليات في المياه الروسية، بما في ذلك تحميل الغاز الطبيعي المسال من مجمع "سخالين 2" في أقصى شرقي روسيا، والذي تتلقى اليابان منه 9% من وارداتها من الغاز الطبيعي.
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يتوصل إلى اتفاق لتحديد سقف سعر النفط الروسي
الإجراءات التي تم اتخاذها
ولتجنب انقطاع الإمدادات، تتفاوض شركات التأمين اليابانية مع مختلف شركات التأمين الأخرى للاحتفاظ بتغطية الحرب، بحسب "رويترز".
وفي رسالةٍ مشتركة نادرة، طلبت وكالة الخدمات المالية اليابانية، ووكالة الموارد الطبيعية والطاقة أيضاً إلى شركات التأمين "تحمّل مخاطر إضافية لمواصلة توفير (بوالص) تأمين الحرب البحرية للشاحنين الذين ينقلون الغاز الطبيعي المسال".
وقال مسؤول كبير في وزارة الصناعة اليابانية إنّ "الأولوية القصوى الآن هي التأمين ضد الحرب البحرية"
ما الخيارات الأخرى؟
وبشأن الحديث عن الخيارات البديلة عن "تأمين الحرب" للسفن، أشارت "رويترز" إلى أنّ مُلّاك السفن قد يواصلون عملياتهم من دون تغطية الحرب، من خلال تحمل المخاطر، لأنّ "الرحلات بين جزيرة سخالين واليابان قصيرة، ولا تستغرق سوى أيام قليلة، ولأن منشأة تصدير الغاز الطبيعي المسال تقع بعيداً عن ساحات القتال في روسيا وأوكرانيا".
وقالت مصادر في وزارة الصناعة اليابانية إنّ "أطرافاً أخرى، مثل الحكومة والمرافق اليابانية، قد تُضطر إلى تقاسم المخاطر، على رغم استبعاد هذه الخطوة".
أمّا الخيار الآخر فقد يكون "استخدام (ضمان المسؤولية السيادية)، مثل الذي غطى شحنات النفط الإيراني إلى اليابان في عام 2012، بعد أن قطعت شركات التأمين الغربية الغطاء بسبب العقوبات المفروضة على إيران".
لكنّ المسؤول في وزارة الصناعة اليابانية أوضح أنّ "التشريع، الذي أجاز هذا الضمان، كان لواردات النفط الإيرانية فقط. لذا، ستكون هناك حاجة إلى قانون جديد لضمانات تغطي الشحنات من روسيا".
اقرأ أيضاً: اليابان: النفط من "ساخالين - 2" لن يخضع لسقف الأسعار
المخاطر التي تواجه الغاز الياباني وإمدادات الطاقة
وتطرّقت "رويترز" إلى الحديث عن المخاطر، التي تواجه الغاز الياباني وإمدادات الطاقة. ونقلت، عن مصدر في مرفق الطاقة، قوله إنّ "الوقت يمر، لكن أي خطر مباشر لحدوث نقص في الوقود والطاقة يبدو ضئيلاً، حتى لو تأخَّر بعض شحنات الغاز الطبيعي المسال أوائل الشهر المقبل".
وأشار المصدر إلى أنّ هذا الوضع سببه أنّ "المخزونات التي تراكمت قبل ذروة الطلب الشتوي كانت أكبر من المعتاد".
وبلغت مخزونات الغاز الطبيعي المسال في مرافق الطاقة الرئيسة في اليابان 2.41 مليون طن في 25 كانون الأول/ديسمبر، أي أعلى من متوسط الأعوام الـ5 الماضية، والبالغ 1.84 مليون طن في الوقت نفسه من العام، وفقاً لبيانات وزارة الصناعة.
وأنشأت اليابان آلية جديدة للسماح لوزارة الصناعة بالمساعدة على إعادة توجيه إمدادات الغاز الطبيعي المسال في حالة الطوارئ، حتى لا تنقص شركات الغاز والطاقة.
ودفع المشترون اليابانيون 15.78 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (mmBtu) للغاز الطبيعي المسال الروسي في تشرين الأول/نوفمبر، وهو أقل من متوسط سعر الغاز الطبيعي المسال المستورد، والبالغ 17.86 دولاراً، ومتوسط سعر الشحن الفوري للتسليم إلى اليابان، والبالغ 18.40 دولاراً، وفقاً لمنظمة اليابان للمعادن والطاقة.
تجدر الإشارة إلى أنّ اليابان تستخدم الغاز الطبيعي المسال لتوليد 39% من إنتاج الكهرباء.